استقبل الرئيس الفرنسي ساركوزي في قصر الإليزيه رئيس الوزراء المغربي بنكيران ودار بينهما الحوار التالي:
ساركوزي: بونجور
بنكيران: السلام عليكم. يعني، لا بي سور توا
ساركوزي: لا تهتم، أنا أفهم عبارة السلام عليكم، وإن شاء الله أيضا!
بنكيران: سي جينيال! أنا سعيد جدا بهذا الاستقبال وبالاهتمام الفرنسي بالديمقراطية المغربية الجديدة التي أصبحت الأولى في إفريقيا والعالم العربي.. فهمتي أو لا لا؟
ساركوزي: تقصد المسار الديمقراطي؟
بنكيران: أقصد ثورة 9 مارس التي جاءت بنا إلى الحكم…
ساركوزي: طبعا، طبعا، أين زوجتك؟
بنكيران: لم تحضر معي، لكنني أنا من الحزب الوحيد في المغرب الذي قدم وزيرة، وليس عندي مشكل مع النساء وكانت أمي هي من تسير البيت…
ساركوزي: لا عليك صديقي، أتفهمك، لقد قلت لزوجتي بأن عليها البقاء أكثر في البيت مع مولودها، فهذا أنسب للنساء من هذه الجوقة الإعلامية.
بنكيران: تماما!
ساركوزي: المهم، مرحبا بك عزيزي، ولقد جهزت لك بعض اتفاقيات التعاون لتوقعها.
بنكيران: يعجبني تفوق الفرنسيين في البزنس. ماهي تلك الاتفاقيات؟ لم يخبرني العثماني بشيء.
ساركوزي: لا تهتم، فقد جرى بحثها مع الفاسي الفهري، وزير خارجيتكم السابق الذي إنتقل إلى مهمة أسمى داخل القصر
بنكيران: ولكن أخبرني أولا، هل هناك خمر على الطاولة التي سنوقع عليها؟
ساركوزي: لا تكن سخيفا، فأنا أعرف الإخوان، كل ما هنالك هو ماء معدني فرنسي، بيريي
بنكيران : ماهذا؟ مشروع بحر في الصحراء؟
ساركوزي: نعم، إنه مشروع سياحي عظيم، سنخلق لكم بحرا كبيرا في زاكورة. لديكم الرمال التي تصلح للشاطئ وسنجلب لها الماء
بنكيران : مليار ونصف يورو فقط لتطوير السياحة. بإسم الله سنوقع.
ساركوزي: المشروع الثاني مرتبط بالمشروع الأول وهو قطار سريع يربط شاطئ زاكورة الجديد بشاطئ مدينة أكادير
بنكيران: تقصد تي جي في؟
ساركوزي: تماما، التي جي في الأول كان من الشمال إلى الجنوب وهذا سيربط الغرب بالشرق
بنكيران: جميل. مليارين ونصف يورو فقط من أجل المواصلات. بإسم الله سنوقع.
ساركوزي: المشروع الثالث هو شبه هدية، ويخص الطائرات الحربية رافال التي لا نبيعها إلا إلى الأصدقاء أمثالكم
بنكيران: لا أعتقد بأننا سنحتاجها فنحن في سلام مع جيراننا
ساركوزي: ما هذا ياصديقي، لا زلت تفكر مثل معارض في البرلمان. المغرب الآن أصبح دولة قوية ديمقراطيا وإقتصاديا وعليه أن يكون قويا عسكريا
بنكيران: كم ستكلفنا الطائرات؟
ساركوزي: سنقدم لكم عشر طائرات بخمس مليارات يورو فقط، وسنتكلف بتدريب الطواقم وصيانة الطائرات لعشر سنوات
بنكيران: تبارك الله عليك. جميل أنكم ستوفرون الصيانة، فلا أثق في المكانيكيين المغاربة. بإسم الله سنوقع.
ساركوزي: وفي الأخير، هذا مشروع ثقافي جهزته خصيصا لك. مقرر مدرسي كامل للتربية الإسلامية باللغة الفرنسية
بنكيران: ولماذا الفرنسية؟
ساركوزي: أنت تفهم جيدا أننا في عصر العولمة وأن الشباب المغربي يحب اللغات الأجنبية، خاصة اللغة الفرنسية والمشروع هو ضرب عصفورين بحجرة واحدة. فأنت ستلقن لهم الهوية ونحن سنعلمهم الفرنسية.
بنكيران: الآن وقد شرحت الأمر، يظهر بأنه مشروع عبقري. كم سيكلفنا؟
ساركوزي: لا تهتم، اعتبره هدية، ستشترون فقط الكتب المدرسية المخصصة لتلاميذ التعليم الأساسي والثانوي وسنتكلف بمصاريف المؤلفين.
بنكيران:فقط 20 يورو للكتاب للنهوض بالتعليم والحفاظ على الهوية. بإسم الله سنوقع.
في نهاية لقائهما، وقف ساركوزي وبنكيران لأخذ صور تذكارية أمام لوحة لرسام فرنسي شهير، غير أن بنكيران لا حظ بأن الرسم فيه خدش للحياء وجر ساركوزي للجانب الآخر من القاعة. وأخذت الصورة هناك.