omer المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 231 التقيم : 2147492859 السمعة العضو : 0 تاريخ التسجيل : 12/04/2012 العمر : 26 الموقع : السودان
| موضوع: غَنَّاهْ الأَمْسُ، وأَطْرَبَهُ 31/8/2012, 10:18 am | |
| غَنَّاهْ الأَمْسُ، وأَطْرَبَهُ | وشجاه اليومُ، فما غدُهُ؟ | قَدْ كان له قلبٌ، كالطِّفْلِ، | يدُ الأحلامِ تُهَدْهِدُهُ | مُذْ كان له مَلَكُ في الكون | جميلُ الطَلعَة ، يعبدُه | في جَوْفِ اللَّيلِ، يُنَاجيهِ | وَأَمَامَ الفَجْرِ، يُمَجِّدُهُ | وعلى الهضباتِ، يغنِّيه | آيات الحبّ، ويُنشدُهُ | تَمْشي في الغابِ فَتَتْبعه | أَفَراحُ الحُبِّ، وَتَنْشُدُهُ | ويرى الافاقَ فيبصرها | زُمراً في النَّور، تُراصدهُ | ويرى الأطيارَ، فيحسبُها | أحلام الحُبِّ تغرِّدهُ | ويرى الأزهارَ، فيحسبها | بسَماتِ الحُبّ توادِدُهُ | فَيَخَالُ الكونَ يناجيهِ! | وجمالَ العاَلمِ يُسعدُه! | ونجومَ الليل تضاحكُهُ! | ونسيمَ الغابَ يطاردُهُ! | ويخال الوردَ يداعبهُ | فرِحاً، فتعابثه يدُهُ!.. | ويرى الينبوعَ، ونَضرتَه، | ونسيمُ الصُّبح يجعِّدهُ | وخريرُ الماء له نغَمٌ | نسماتُ الغاب تردّدهُ | ويرى الأعشابَ وقد سمقَت | بينَ الأشجارِ تشاهدهُ | ونطافُ الطلِّ تُنَمِّقُها | فيجل الحبَّ ويحمدهُ | ياللأيام! فكم سَرَّت | قلْباً في النّاسِ لِتُكْمِدَهُ | هي مثل العاهر، عاشقها | تسقيه الخمر..، وتطردُهُ! | يعطيكَ اليومُ حلاوتَها | كالشَّهْدِ، لَيَسْلُبَهَا غَدُهُ! | بالأمسِ يعانقُها فرحاً | ويضاجعُها، فتُوسِّدُهُ | واليومَ، يُسايرُها شَبَحاً | أضناه الحُزنُ، ونكَّدُهُ | يتلو في الغَابِ مَرَاثِيَه | وجذوعُ السَّروِ تساندُهُ | ويماشي الّناسِ، وما أحدٌ | منهم يُشجيه تفرُّدُهُ | في ليل الوَحْشَة ِ مسْراهُ | وَبِكَهْفِ الوَحْدَة ِ مرقَدُهُ | أصواتُ الأمسِ تُعَذِّبه | وخيالُ الموتِ يُهَدِّدُهُ | بالأمسِ، له شفَقٌ في الكونِ | ُيضئُ الأفقَ تورُّدُهُ | واليومَ لقد غشَّاه الليلُ
| غنَّاه الأمسُ وَأَطْرَبَهُ | وشجاه اليومُ، فما غدهُ؟ |
| |
|