فوجئت هذا اليوم وأنا أفتح متصفحي غوغل كروم الذي أستخدمه لشخصيتي الافتراضية، إختفاء صفحتي على الفيس بوك. بعد إعادة إدخال الرقم السري، ظهر لي تنبيه مفاده أن حسابي تم توقيفه وعلي إدخال البيانات الخصوصية وصورة من بطاقة شخصية لإثبات إسمي الحقيقي، الشيء الذي رفضت فعله. حزنت بعض الشيء، خاصة لأنني سأفقد الاتصال مع الكثير من أصدقاء الفيس بوك (ربما وصلت إلى 800 صديق!)، وحزنت أيضا عن ضياع صفحة بلا فرنسية التي اقترب عدد المعجبين بها إلى ألفين. كان خطأ فادحاً أنني لم أشارك أحدا في إدارتها. لكن ومع ذلك شعرت بنوع من الارتياح، لأنني سوف أوفر بعض الجهد والوقت الذي كان يضيع على الفيس بوك.
لم يكن الأمر مفاجئا، فلقد رأيت الكثير من النشطين على الفيس بوك تحذف صفحاتهم أو تسرق، ولقد جاء دوري الآن
ربما كان السبب أناس تزعجهم أفكاري أو شخصيتي المجهولة. وبهذا الخصوص، أتذكر قول أحد المدونين عني بأنني المدون الذي يعرفه الجميع من دون أن يعرفه أحد
عندما بدأت التدوين في عام 2006 كنت أومن بأنه لا وجود لحرية التعبير في المغرب وبأن المغرب كان (ولا يزال حتى الآن) مصنفا ضمن الأنظمة الاستبدادية. بالرغم من أن هدفي لم يكن قلب النظام ولا تجاوز الخطوط الحمراء إلا أنني لم أحب أن أكون بطلا في السجون ولا أن أخلق متاعب لعائلتي. قد يعتبرني البعض جبانا وقد يعتبرني آخرون واقعيا.
أيضا، لما إخترت التدوين عن قضية عند إطلاقي لأول مدونة (بلا فرنسية) كنت أريد أن يكون الإهتمام منصبا على الفكرة وليس على صاحب الفكرة… وسعدت جدا بالنجاح الذي حققته و لم أتصور أن تجد الفكرة كل هذا القبول وأن أتلقى عدة طلبات لمقابلات صحفية اعتذرت لأصحابها الذين يرغبون في معرفة معلوماتي الشخصية.
صدقوني، ليس سهلا أن تبقى مجهولا! كتبت مرة تدوينة أكشف فيها كل أسراري، غير أنني تراجعت عن نشرها في آخر لحظة. وحاولت مرارا التوقف عن التدوين حتى أستريح من عبء شخصيتي الافتراضية.
المهم الآن أن شخصيتي الافتراضية تقلصت بعض الشيء بعد توقف حسابي على الفيس بوك، وقبل ذلك بعدما توقفت مدونة بلا فرنسية.. وقد تختفي هذه الشخصية في وقت لاحق بعدما أتعب من التغريد في تويتر والتدوين هنا. ما أتمنى أن تبقى ذكرى هذه الشخصية الافتراضية حية في قلوب من أحبها.. وأن تجد الأفكار التي ناضلت من أجلها طيلة خمس سنوات من يحملها إلى العالم الواقعي.
شكرا لكم على إهتمامكم ومساندتكم لأحمد المغربي ولكم أجمل تحية من الشخص اللي ورا أحمد المغربي