ضمن المخطط الاستعجالي لإصلاح التعليم وتشجيع انفتاحه على سوق الشغل، قرر المغرب في مبادرة رائدة على المستوى العالمي فتح معهد عالي لتكوين المهاجرين والحراگة. هذا المعهد سيساعد على تطوير قطاع الهجرة الذي عرف نموا كبيرا خلال العقود الأخيرة وساهم في تقليص معدل البطالة وفي إمداد الاقتصاد الوطني بالعملة الصعبة.
سينطلق المعهد من مدينة الفقيه بنصالح قبل أن يفتح فروعا له في مناطق متعددة خلال السنوات المقبلة. واختيرت المدينة لكونها مصدرا كبيرا للمهاجرين إلى إيطاليا ولحاجة هؤلاء إلى تكوين يساعدهم في رحلة الهجرة وفي الحصول على عمل في حقول صقلية أو في معامل ميلانو. غير أن المعهد سيقدم خدماته للطلبة من جميع أنحاء البلاد كيفما كان مقصد هجرتهم.
مقرر المعهد سيتضمن دروسا في اللغات، خاصة التعبير الشفوي، ودروسا في القانون المدني الدولي، تتضمن فصولا في الزواج الأبيض و إجراءات الطلاق ودروسا في الاقتصاد تتضمن فصولا في صرف العملات وشراء السيارات والاستثمار في العقار ودروسا في جغرافية الحدود. كما يقدم المعهد دروسا تطبيقية في ركوب القوارب والشاحنات ورياضات السباحة والجري والقفز على الأسلاك الشائكة. وفي الأنشطة الموازية سيتم تكوين الطلبة في التمثيل وأساليب التخفي وتجنب الظهور في شكل الصور النمطية للمهاجرين.
تنقسم الدراسة في المعهد العالي لتكوين المهاجرين إلى سلكين. السلك الأول يستغرق عامين ويقدم ديبلوما في الهجرة السريعة (أو الحراگة) ومفتوح في وجه الحاصلين على شهادة التعليم الأساسي (التاسعة). أما السلك الثاني (في عامين أيضا) ومفتوح في وجه حاملي البكالوريا أو خريجي السلك الأول؛ ويقدم ديبلوما في الهجرة الذكية، وتركز الدراسة فيه على تقنيات الحصول على التأشيرات.